لماذا لم يكن هناك أنبياء أو رسل من الإناث
د. إسلام عوض
هل بعث الله أنبياء أو رسلا من النساء؟ سؤال يتردد على لسان الكثيرين من حين إلى آخر.. ولماذا كل أنبياء اليهودية والمسيحية والإسلام من الرجال؟ ولماذا لم يكن نبي امرأة؟ ولماذا تحتم أن يكونوا ذكوراً؟
أولاً:
لا يتردد المسلم في الإيمان بعظيم حكمة الله تعالى في أفعاله، فمن أسمائه عز وجل "الحكيم"، ومن صفاته "الحكمة".
وقد حكم الله تعالى بأن من صفات المرسَلين: الذكورة، وقد نقل بعض أهل العلم الإجماعَ على ذلك، وله تعالى في ذلك أعظم الحكَم.
قال الشيخ عمر الأشقر:
"ومن الكمال الذي حباهم به: أنه اختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال، ولم يبعث الله رسولاً من النساء، يدلُّ على ذلك: صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم) الأنبياء/ 7.
الحكمة من كون الرسل رجالاً:
كان الرسل من الرجال دون النساء لحكَم يقتضيها المقام، فمن ذلك:
1. أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة، ومخاطبة الرجال والنساء، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية، والتنقل في فجاج الأرض، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم، وإعداد الجيوش وقيادتها، والاصطلاء بنارها، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء.
2. الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه، فهو في أتباعه الآمر الناهي، وهو فيهم الحاكم والقاضي، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة: لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة.
3. الذكورة أكمل، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) النساء/ 34، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ النساء (ناقصات عقل ودين).
4. المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات، كالحيض والحمل والولادة والنفاس، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها.
ثانياً:
أما النبوَّة: فقد ذهب بعض العلماء كأبي الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء! ومنهن مريم بنت عمران، ودليلهم ما جاء من آيات فيها بيان وحي الله تعالى لأم موسى – مثلاً -، وما جاء من خطاب الملائكة لمريم عليها السلام، وأيضاً باصطفاء الله تعالى لها على نساء العالَمين.
وهذا الذي قالوه لا يظهر رجحانه.
قال الشيخ عمر الأشقر:
"وهذا الذي ذكروه لا ينهض لإثبات نبوة النساء، والرد عليهم من وجوه:
الأول:
أنّا لا نسلِّم لهم أن النبيَّ غير مأمور بالتبليغ والتوجيه ومخالطة الناس، والذي اخترناه: أن لا فرق بين النبيّ والرسول في هذا، وأنَّ الفرق واقع في كون النبي مرسل بتشريع رسول سابق.
وإذا كان الأمر كذلك: فالمحذورات التي قيلت في إرسال رسول من النساء قائمة في بعث نبي من النساء، وهي محذورات كثيرة تجعل المرأة لا تستطيع القيام بحقّ النبوة.
الثاني:
قد يكون وحي الله إلى هؤلاء النسوة - أم موسى وآسية - إنّما وقع مناماً، فقد علمنا أنّ من الوحي ما يكون مناماً، وهذا يقع لغير الأنبياء.
الثالث:
لا نسلِّم لهم قولهم: إن كل من خاطبته الملائكة فهو نبي، ففي الحديث أن الله أرسل ملكاً لرجل يزور أخاً له في الله في قرية أخرى، فسأله عن سبب زيارته له، فلمّا أخبره أنه يحبّه في الله، أعلمه أنَّ الله قد بعثه إليه ليخبره أنه يحبّه، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى معروفة، وقد جاء جبريل يعلم الصحابة أمر دينهم بسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة يشاهدونه ويسمعونه.
الرابع:
لا حجّة لهم في النصوص الدالة على اصطفاء الله لمريم؛ فالله قد صرح بأنّه اصطفى غير الأنبياء (ثمُّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذين اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُم ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ) فاطر/ 32، واصطفى آلَ إبراهيم وآلَ عمران على العالَمين، ومِن آلِهِما من ليس بنبيّ جزماً ( إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبْرَاهيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى العَالَمِينَ) آل عمران/ 33.
الخامس:
لا يلزم من لفظ الكمال الوارد في الحديث الذي احتجوا به، النبوة ؛ لأنّه يطلَق لتمام الشيء وتناهيه في بابه، فالمراد: بلوغ النساء الكاملات النهاية في جميع الفضائل التي للنساء، وعلى ذلك فالكمال هنا غير كمال الأنبياء.
السادس:
ورد في بعض الأحاديث النصّ على أن خديجة من الكاملات، وهذا يبيِّن أن الكمال هنا ليس كمال النبوة.
النهاية في جميع الفضائل التي للنساء، وعلى ذلك فالكمال هنا غير كمال الأنبياء.
السادس:
ورد في بعض الأحاديث النصّ على أن خديجة من الكاملات، وهذا يبيِّن أن الكمال هنا ليس كمال النبوة.
السابع:
ورد في بعض الأحاديث أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاّ ما كان من مريم ابنة عمران، وهذا يبطل القول بنبوة من عدا مريم كأم موسى وآسية؛ لأنّ فاطمة ليست بنبيَّة جزماً، وقد نصَّ الحديث على أنها أفضل من غيرها، فلو كانت أم موسى وآسية نبيتان لكانتا أفضل من فاطمة.
الثامن:
وصف مريم بأنها صِدِّيقة في مقام الثناء عليها والإخبار بفضلها، قال تعالى (مَّا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَت مِن قَبْلِه الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) المائدة/ 75، فلو كان هناك وصف أعلى من ذلك لوصفها به، ولم يأت في نصّ قرآني ولا في حديث نبويّ صحيح إخبار بنبوة واحدة من النساء.
وقد نقل القاضي عياض عن جمهور الفقهاء أنّ مريم ليست بنبيّة، وذكر النووي في "الأذكار" عن إمام الحرمين أنّه نقل الإجماع على أنّ مريم ليست نبيّة، ونسبه في "شرح المهذب" لجماعة، وجاء عن الحسن البصري: ليس في النساء نبيّة ولا في الجنّ.
والله أعلم
المصدر: الرسل والرسالات "الإسلام سؤال وجواب" بتصرف

.
المصدر : الأهرام
............................
الحكمة في اختصاص الرجال بالنبوة والرسالة
رقم الفتوى: 28303
تاريخ النشر:الأحد 8 ذو الحجة 1423 هـ - 9-2-2003 م
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي: ما سبب اختيار الله سبحانه وتعالى الأنبياء من الرجال؟ ولماذا ؟ هل لأن الرجال أفضل من النساء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى [يوسف:109].
فقد اختار الله الأنبياء من الرجال لأنهم أقدر على تحمل مشاق الدعوة إلى الله , وأصبر على تحمل الأذى فيها, ولأن النساء مأمورات بعدم البروز ، وبالقرار في البيوت، والبعد عن الاختلاط بالرجال ، ومهمة النبوة تتطلب عكس هذه الأمور المذكورة.
وليعلم أن جنس الرجل أفضل من جنس النساء، كما قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ [النساء:34].
وقال جل وعلا: وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [النساء:32].
ولكن لا يمنع هذا أن يكون في النساء من هو أفضل من كثير من الرجال , كما هو مشاهد , فكم من امرأة قانتة عابدة أفضل من ألف رجل مضيع متبع لهواه، إضافة إلى أن المرأة جعل الله تعالى من خصوصياتها أنها تحمل وتلد وترضع وتربي . ومن المستحيل أن تقوم بأعباء النبوة مع هذه الأمور وصدق الله حيث يقول: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ [الأنعام:124].
والله أعلم.
المصدر : إسلام ويب
................................
الموضوع: لماذا لا يوجد نبية في الاسلام ؟
سؤالى الاول
اذا كانت المرأه مساويه للرجل لماذا الله فى الاسلام منعها من ان تكون من الانبياء !!!
حَسبُنا اللهُ ونعم الوكيل
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
سؤالى الاول
اذا كانت المرأه مساويه للرجل لماذا الله فى الاسلام منعها من ان تكون من الانبياء !!!
الراجح في الإسلام عدم وجود أنبياء من النساء لكن إذا ثبت بالفعل أنّ الله إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و داود و موسي و المسيح أرسل أنبياء من النساء فبالتالي سيكون هذا في الإسلام أيضاً لأنّ إله هذه الرسل و إلهنا واحد و هو الله
و لأن الرسول النبي محمد صلى الله عليه و سلم مُكمل و متمم للرسل و الرسالات السابقة فهو خاتم الرسل و الأنبياء
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) } غافر
و العلماء الذين رجحوا عدم وجود أنبياء من النساء للأسباب التالية
أولاً:
لا يتردد المسلم في الإيمان بعظيم حكمة الله تعالى في أفعاله ، فمن أسمائه عز وجل " الحكيم " ، ومن صفاته " الحكمة " .
وقد حكم الله تعالى بأن من صفات المرسَلين : الذكورة ، وقد نقل بعض أهل العلم الإجماعَ على ذلك ، وله تعالى في ذلك أعظم الحكَم .
قال الشيخ عمر الأشقر – حفظه الله - :
"ومن الكمال الذي حباهم به : أنه اختار جميع الرسل الذين أرسلهم من الرجال ، ولم يبعث الله رسولاً من النساء ، يدلُّ على ذلك : صيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم ) الأنبياء/ 7 .
الحكمة من كون الرسل رجالاً :
كان الرسل من الرجال دون النساء لحكَم يقتضيها المقام ، فمن ذلك :
1. أنّ الرسالة تقتضي الاشتهار بالدعوة ، ومخاطبة الرجال والنساء ، ومقابلة الناس في السرّ والعلانية ، والتنقل في فجاج الأرض ، ومواجهة المكذبين ومحاججتهم ومخاصمتهم ، وإعداد الجيوش وقيادتها ، والاصطلاء بنارها ، وكل هذا يناسب الرجال دون النساء .
2. الرسالة تقتضي قوامة الرسول على من يتابعه ، فهو في أتباعه الآمر الناهي ، وهو فيهم الحاكم والقاضي ، ولو كانت الموكلة بذلك امرأة : لَمْ يتم ذلك لها على الوجه الأكمل ، ولاستنكف أقوام من الاتباع والطاعة .
3. الذكورة أكمل ، ولذلك جعل الله القوامة للرجال على النساء ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ) النساء/ 34 ، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ النساء ( ناقصات عقل ودين ) .
4. المرأة يطرأ عليها ما يعطلها عن كثير من الوظائف والمهمات ، كالحيض والحمل والولادة والنفاس ، وتصاحب ذلك اضطرابات نفسية وآلام وأوجاع ، عدا ما يتطلبه الوليد من عناية ، وكل ذلك مانع من القيام بأعباء الرسالة وتكاليفها" .انتهى من" الرسل والرسالات " ( ص 84 ، 85 ) .
5. في الغالب الأنبياء و الرسل يتم إيذائهم من قومهم و أحياناً يخرجونهم من أوطانهم و يتهمونهم بما ليس فيهم
.....
لا يوجد نبيات في الاسلام كاجابة مختصرة
و اما كاجابة مفصلة :
فان الاجماع قائم على عدم وجود نبيات ابدا
و شذ عن الاجماع الامام القرطبي و الامام بن حزم و الاشعري رحمهم الله :
.
و نقول ان الادلة الصحيحة في فيما ذهب اليه الاجماع و احتجو بعدة ادلة على ذلك :
1. قول الله تعالى في سورة النساء :
(( ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ( 34 ) ) ))
فالقوامة هنا للرجل فلا يمكن ان تكون النبوة في النساء اذ لتناقض ذلك مع سنة الله الكونية في قوامة الرجل عليها
لذلك يقول ابن كثير رحمه االله في تفسيره :
(قول تعالى : ( الرجال قوامون على النساء ) أي : الرجل قيم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) أي : لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة; ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال وكذلك الملك الأعظم))
2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
صحيح البخاري كتاب المغازي :
(( 4163 حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة))
اقول : فان كان هذا الامر يتعلق بالولاية فكيف بمنصب النبوة الذي هو عند الله اعلى من هذا؟؟؟؟!!!!!!
3. قوله تعالى ((وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ( 109 ) )
قوله الا رجالا يثبت و بشكل قاطع ان الرسالة منحصرة في الرجال فقط و لا يدخل فيهم النساء
نقرا من تفسير ابن كثير رحمه الله :((يخبر تعالى أنه إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء . وهذا قول جمهور العلماء ، كما دل عليه سياق هذه الآية الكريمة : أن الله تعالى لم يوح إلى امرأة من بنات بني آدم وحي تشريع))
استدلالات الطرف الاخر (الامامين القرطبي و ابن حزم رحمهما الله )
استدل من قال بنبوة مريم و ام موسى عليهما السلام بهاتين الايتين :
قوله تعالى : ((وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ))
(( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه )) .
الرد :
لا تثبت النبوة من مجرد وحي الله لهن لسببين :
الاول : انه ليس بوحي تشريع
الثاني : ان الله عز وجل قد اوحى لغيرهمن ممن ليس بنبي بالاتفاق
و يكفي ان الله عز وجل اوحى الى النحل :
(( ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ( 68 ) ))
الثالث : ان رؤية الملائكة متجسدة على هيئة البشر لا يدل على نبوة
فقد راى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورة دحية و راوه على صور رجل اخر ابيض :
صحيح مسلم كتاب الايمان :
(( والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها [ ص: 38 ] قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ))
و نذكر هنا كلام ابن كثير رحمه في الرد على من قال بنبوة بعض السناء كمريم عليها السلام :
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره :
((وزعم بعضهم : أن سارة امرأة الخليل ، وأم موسى ، ومريم أم عيسى نبيات ، واحتجوا بأن الملائكة [ ص: 423 ] بشرت سارةبإسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، وبقوله : ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ) الآية . [ القصص : 77 ] وبأن الملك جاء إلى مريم فبشرها بعيسى - عليه السلام - وبقوله تعالى : ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) [ آل عمران : 42 ، 43 ] .
وهذا القدر حاصل لهن ،ولكن لا يلزم من هذا أن يكن نبيات بذلك ، فإن أراد القائل بنبوتهن هذا القدر من التشريف ، فهذا لا شك فيه ، ويبقى الكلام معه في أن هذا : هل يكفي في الانتظام في سلك النبوة بمجرده أم لا ؟ الذي عليه [ أئمة ] أهل السنة والجماعة ، وهو الذي نقله الشيخ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري عنهم : أنه ليس في النساء نبية ، وإنما فيهن صديقات ، كما قال تعالى مخبرا عن أشرفهن مريم بنت عمران حيث قال : ( ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) [ المائدة : 755 ] فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية ، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام ، فهي صديقة بنص القرآن . ))
و نضيف ايضا ما قاله شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :
( (فأما الغلو في ولي غير النبي حتى يفضل على النبي سواء سمي وليا أو إماما أو فيلسوفا وانتظارهم للمنتظر الذي هو :محمد بن الحسن .
أو إسماعيل بن جعفر نظير ارتباط الصوفية على الغوث وعلى خاتم الأولياء فبطلانه ظاهر بما علم من نصوص الكتاب والسنة وما عليه إجماع الأمة فإن الله جعل الذين أنعم عليهم أربعة : النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فغاية من بعد النبي أن يكون صديقا كما كان خير هذه الأمة بعد نبيها صديقا ; ولهذا كانت غاية مريم ذلك في قوله : { ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة } .
وبهذا استدللت على ما ذكره طائفة : كالقاضي أبي يعلى وغيره من أصحابنا وأبي المعالي وأظن الباقلاني من الإجماع على أنها لم تكن نبية ليقرروا كرامات الأولياء بما جرى على يديها فإن بعض الناس زعم أنها كانت نبية فاستدللت بهذه الآية ففرح مخاطبي بهذه الحجة ; فإن الله ذكر ذلك في بيان غاية فضلها " دفعا لغلو النصارى فيها ; كما [ ص: 365 ] يقال لمن ادعى في رجل أنه ملك من الملوك ; أو غني من الأغنياء ونحو ذلك فيقال : ما هو إلا رئيس قرية أو صاحب بستان فيذكر غاية ما له من الرئاسة والمال فلو كان للمسيح مرتبة فوق الرسالة أولها مرتبة فوق الصديقية لذكرت . ))
المصدر : مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله الجزء الحادي عشر كتاب المنطق
المصدر : منتديات أتباع المرسلين